انتزع المنتخب الأسباني للمرة الأولى في تاريخه كأس العالم لكرة القدم ليل الأحد، بعد مباراة كبيرة قدمها الماتادور أمام الطواحين الهولندية، لتبقى هولندا صاحبة الحظ السيئ في النهائيات، ولتستحق لقبها بأنها أفضل فريق لم يحرز كأس العالم، خاصة وأنها قاتلت بقوة أمام الأسبان بحيث اضطر الحكم لتوزيع 12 بطاقة صفراء وواحدة حمراء.
وشهد اللقاء منافسة ندية بين الفريقين اللذين تقاسما السيطرة على الأرض، مع أفضلية نسبية للأسبان، لكن الحسم استحال طوال الوقت الأصلي للمباراة، وكذلك الشوط الأول من الوقت الإضافي، واضطر مئات الملايين من المشاهدين إلى الانتظار حتى الدقائق الأخيرة من الشوط الإضافي الثاني ليقول الأسبان كلمتهم عبر أنيستا.
وبالنسبة للنصف النصف ساعة الأولى من المباراة، فقد تبادل الأسبان والهولنديون الهجمات، ما انعكس الكثير من التوتر على أرض الملعب.
وسرعان ما ظهرت آثار التوتر عبر الأخطاء والتدخلات القاسية التي دفعت الحكم لتوزيع بطاقات صفراء متتالية على كل من بويول وراموس من أسبانيا، وفان بوميل وفان بيرسي وديونغ من هولندا.
وأضاع الأسبان عبر سيرجيو راموس فرصاً محققة في الدقائق الأولى، كما حاول فيا تحقيق التحول في المباراة، لكن تسديداته أخطأت المرمى.
ورد الهولنديون عن طريق شنايدر وروبن، ولكن محاولاتهما بدورها لم تجد طريقها إلى الشباك، بما في ذلك التسديدة القوية لروبن التي حاول عبرها التسجيل من خارج منطقة الجزاء، ولكن الحارس الأسباني كاسياس تمكن من تحويلها إلى خارج الملعب.
في الدقيقة 47 لعب بويول ضربة برأسه نحو خط المرمى، ولكن أنيستا فشل في متابعها في المرمى المشرع أمامه بعدما عجز عن إصابة الكرة التي توجهت نحوه.
وفي الدقيقة 51، حاول روبن التسديد من خارج المنطقة، ولكن الكرة كانت سهلة بين يدي كاسيياس، وفي الدقيقة 55 سد تشابي كرة ثابتة من ضربة حرة، كانت قريبة من الزاوية اليسرى للعارضة، وأعقبها رد من فان بيرسي في الدقيقة 60 بضربة رأسية جاءت بعيدة عن المرمى الأسباني.
روبن يضيع أخطر فرصة على هولندا من انفراد بعد كرة من نصف الملعب تقريباً، قدمها له شنايدر على طبق من ذهب، ولكن روبن سددها على قدمي روبن لتنحرف الكرة خارج المرمى.
وفي الدقيقة 69 أضاع فيا فرصة افتتاح التسجيل بعدما سدد كرة جاءت من جديد من الجناح الأيمن، ولكن كرته اصطدمت بالدفاع.
وفي الدقيقة 82 كاد روبن أن يستغل حالة كرة أخطأ الدفاع الأسباني في التعامل معها، فمر من بين مدافعين ليلتقط الكرة، ولكن كاسياس كان بالمرصاد من جديد، فمنع روبن من تجاوزه وافتتاح التسجيل، لتنتهي المباراة بوقتها الأصلي بالتعادل السلبي.
وفي الدقيقة الرابعة من الشوط الإضافي الأول، أضاع فابريغاس فرصة التقدم للأسبان بعدما انفرد بالحارس الهولندي ستكلنبورغ، ولكن الأخير تمكن من نزع فتيل الخطر والتصدي للكرة.
وفي الدقيقة الثامنة، كاد أنيستا أن يحصل على كرة انفرادية، ولكن فان برونكهورست شتتها خارج الملعب قبل وصولها إليه.
وحصلت لحظة تحوّل في الصفوف الهولندية بالدقيقة 110، عندما طرد الحكم المدافع هيتينغا ببطاقة حمراء بعد نيله البطاقة الصفراء الثانية، لتظهر الفجوات في خط الظهر الهولندي المتعب أصلاً بسبب الضغط الأسباني وتمديد الوقت.
وما هي إلا دقائق حتى ظهرت آثار ذلك عبر أنيستا الذي سجل في الدقيقة 116 إثر كرة عرضية وصلته من الجناح الأيسر، مانحاً أسبانيا اللقب الأول في تاريخها.