و أخيرا تنحى حسني مبارك عن كرسي رئاسة مصر،وقد جاء الخبر على لسان نائبه عمر سليمان في حدود الرابعة وخمس دقائق حسب توقيت كرينيتش،وقد كلف المجلس الأعلى للقوات المسلحة تدبير شؤون البلاد.
الشعب المصري صمد في الدفاع عن مطلبه والمتمثل في تنحية مبارك عن منصبه،بعدما ضاق به درعا المعناة والويلات طيلة ثلاثة عقود،حيث أصبح نصف الشعب يعيش تحث عتبة الفقر المدقع.
مطالب الشعب ونضاله لم يدهب سدى ،بعدما رضخ الرئيس العنيد للمطالب الشعبية،ولم تشفع له التنازلات والخطابات والبيانات والمناورات من أجل كسب المزيد من الوقت للتربع على كرسي رئاسة الجمهورية،وفهم أنه لامناص من التنحي والإستجابة للمطالب المشروعة للشعب المصري.
بعد هذا الحدث التاريخي تدخل مصر منعطفا جديدا من أجل بناء هياكل دولة ديموقراطية حديثة ،تستجيب لمطالب وطموحات الشعب لتجاوز كل المعاناة والقهر والذل وهيمنة القرار الوحيد.
الدرس المصري ينضاف للدرس التونسي ،والموعضة لم تعد موجهة لرؤساء الدول العربية فحسب بل لكل قادة العالم من أجل تطبيق ديمقراطية حقيقية ،والإستجابة لمطالب الشعوب عوض الإغتناء على حسابها وتكديس الثروات.