بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
قصص الانبياء-8
قصة إبراهيم عليه السلام الجزءالثاني نذكر في الحلقة الماضية أننا تكلمنا عن نبي الله إبراهيم عليه السلام وأنه كان في العراق وقد كسَّر الاصنام وفتَّتها وأرادوا أن يحرقوه وهو فتى صغيرا لكن الله عز وجل نجاه ثم إستدعاه" النمرود "الملك الطاغية وجادله يريد الاستهزاء به يريد التكبُّر عليه يريد أن يسخر به أمام الناس وأبحثه الله عز وجل ذلك الملك الطاغية إبراهيم في العراق دعا إلى الله عز وجل فلم يؤمن به إلا إبن أخيه" لوط "عليه السلام وزوجته سارة وفي هذه الاثناء يريدون قتل إبراهيم الخليل يريدون أن يمكروا به أذِنَ الله عز وجل لابراهيم أن يُهاجر فهاجر من العراق إلى فلسطين إنها هجرة طويلة الانبياء يُهاجرون يسيرون في الارض الله عز وجل أذِنَ لاهل الايمان أن يسيروا في الارض
مهاجرين له { فَآمَنَ لَهُ لُوطٌ وَقَالَ إِنِّي مُهَاجِرٌ إِلَى رَبِّي إِنَّهُ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} هكذا الانبياء يُهاجرون في الارض يسيرون فيها { قُلْ سِيرُوا فِي الأَرْضِ فَانظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ } خرج إبراهيم عليه السلام مع لوط عليه السلام وسارة من العراق ووصلوا إلى فلسطين الارض المباركة { وَنَجَّيْنَاهُ وَلُوطًا إِلَى الأَرْضِ الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا لِلْعَالَمِينَ}واستقر إبراهيم عليه السلام مع زوجته في فلسطين
إرتحل إبراهيم الخليل مع زوجته سارة من فلسطين إلى مصر يدعوا إلى الله جل وعلا لما وصل إلى مصر لم يكن هناك أحد يعبد الله جل وعلا إلا هو وزوجته وابْتُلِيَ إبراهيم الخليل ببلاء آخر علم أن هناك ملك جبار ظالم بمصر يعتدي على النساء إذا سمع أن هناك زوجة لرجل إغتصبها وأخذها عُنْوةً وظلما ليغتصبها أرسل جنوده إلى إبراهيم الخليل فلما وصل الجنود إلى إبراهيم الخليل سألوه عن المرأة عن زوجته فقال إنها أختي يقصد إبراهيم الخليل أختي في الله أختي في الدين لم يقصد أنها ليست بزوجته وإذا بالجنود يرجعون إلى الملك فأسر الملك أن يُأتِيَ بهذه المرأة ذهب الجنود إلى إبراهيم وجدوا عنده زوجته سارة حاولوا أخذ المرأة زوجة إبراهيم عليها السلام سارة منعهم إبراهيم الخليل لكنهم دفعوه منعوه وتخيلوا كيف تُأخذ زوجة إنسان منه عُنوة وإلى ملك جبار حُبِسَ إبراهيم الخليل في بيته يدعوا الله جل وعلا أن ينجي الله زوجته سارة أخِذت وسُلِبَتْ غصبا وعُنْوَةً إلى
الملك الظالم اُدخِلت إليه في قصره لما اُدخِلت إليه في قصره أخذت تدعو الله جل وعلا أن ينجيها الرب عز وجل من هذا الملك الظالم فلما حاول هذا الملك الظالم أن يقترب منها فإذا بها تدعوا الله جل وعلا فسقط الرجل سقط هذا الملك الظالم شُلَّ جسمه لم يستطيع ان يتحرك ناداها يستغيث بها إدعي ربك أن يُنجيني أن يشفيني فإن فعلت فنجاني ربك فإنني سوف لن أقترب منك مرة أخرى دعت الله عز وجل فإذا به يغدر لِيقوم ويعتدي عليها يُحاول أن يقترب منها وهو يقترب دعت الله عز وجل مرة أخرى { أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ} فشُلّ الرجل فناداها يستغيث بها تخيلوا المنظر إبراهيم الخليل يدعوا الله جل وعلا وسارة ترفع يديها وتدعوا الله جل وعلا والرجل كلما شُلَّ إستغاث بسارة رضي الله عنها وعليها السلام فتدعوا الله
فيشفيه الرب عز وجل ثم بعدها لما قام المرة الثانية غدر الرجل وحاول أن يعتدي بسارة للمرة الثالثة فدعت الله عز وجلا { وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِي إِذَا دَعَانِي } فإذا به يُشَلُّ المرة الثالثة فيستغيث بسارة يقول لها إدعي ربك أن يشفيني فلما دعت الله وَشُفِي وَقَامَ من ثوره إذا به يُنادي جنوده أيها الجنود أيها العساكر تعالوا إلي فلما دخلوا عليه قال خذوها قال خذوها فإنها شيطانة فإنها شيطانة وأعطاها أمَةً من إيمَائِهِ إسمها هاجر رجعت سارة معها هاجر إلى إبراهيم الخليل فلما دخلت عليه سألها مالذي حصل مالذي حدث فقالت نجاني الله عز وجل من الرجل الظالم نجاني الله عز وجل من الرجل الظالم وأخدمني هاجر وأعطاني هاجر وإذا بسارة وإبراهيم الخليل وهاجر يعودون إلى فلسطين مرة أخرى لِتبدأ مرحلة جديدة من مراحل حياة الخليل إبراهيم عليه الصلاة والسلام
إبراهيم الخليل عليه السلام مع زوجته سارة وهاجر رجعوا مرة أخرى إلى فلسطين فلما رجعوا إلى فلسطين ورأت سارة أن إبراهيم الخليل مضى به العمر وَكَبِرَ بالسن ولم يُنجب ولم يرزقه الله عز وجل الولد زوجته هاجر قالت خذها تزوجها ربما يرزقك الله عز وجل الولد فتزوج هاجر فأنجبت هاجر أول ولد لابراهيم الخليل وسماه إسماعيل عليه السلام إنه الولد الاول كم فرح إبراهيم الخليل بهذا الولد فلما فرح به غارت من سارة فأرادت أن يبتعد هو وهاجر عنها فأوحى الله عز وجل لابراهيم أن هاجر أنت وزوجتك هاجر وإبنك إسماعيل إلى أرض قاحلة إلى واد ليس ذي زرع ولا ماء ولا بشر أي أرض هذه إنها مكة هاجر يا إبراهيم فذهب إبراهيم مع هاجر وإبنه الصغير إسماعيل الرضيع الذي للتو ولِد وذهب بهما إلى أرض قاحلة إلى واد بين جبال إلى أرض لا زرع فيها لا ماء فيها لا إنس فيها لاطير فيها لا حياة فيها
فوضع زوجته هاجر وإبنه إسماعيل الرضيع وليس لهما إلا شيء قليل من ماء وشيء من ثمر وتركهما فذهبت خلفه هاجر تقول يا إبراهيم لمن تتركنا وهو يرد عليها يا إبراهيم لمن تتركنا وهو لا يرد عليها حتى قالت له يا إبراهيم آ الله أمرك بهذا فالتفت وقال نعم أمرني ربي أمرني ربي جل وعلا { وَعَلَى االلهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ } هنا قالت هاجر إذا فاذهب فلن يُضيِّعنا الله إذا فاذهب فلن يُضيِّعنا الله تركهما إبراهيم الخليل أرض قاحلة بين جبال واد لا زرع فيه ولا ماء تركهم إبراهيم الخليل ثم ذهب إلى رأس جبل ورفع يديه إلى السماء وأخذ يدعوا الله عز وجل لهما { رَبَّنَا إِنِّي أَسْكَنتُ مِن ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ }أي واد هذا إنها مكة ربنا لِيُقيموا الصلاة أخذ يدعوا لهم فاجعل أفئدة من الناس تهوي إليهم وارزقهم من الثمرات لعلهم يشكرون بقيت من هاجر وإسماعيل في الارض القاحلة الارض الميتة نفذ الماء نفذ الطعام بقي الرضيع يبكي ويصيح من الجوع ماذا ستفعل الان هي تعلم أن الله لن يُضيِّعها لكن لم يأتي أحد يُنجدهما صعدت إلى أرض مرتفعة إسمها الصفا
ثم ركضت إلى أرض أخرى إسمها المروى فأخذت تسعى من الصفا إلى المروى تنادي ألا هل من مُغيث ألا هل من مُجيب سبعة أشواط وانتهت في المروى فلما إنتهت هناك على هذه الارض المرتفعة على هذا الصعيد سمعت صوتا عند ولدها فإذا ظل شخص عند إسماعيل الرضيع الذي لا زال يبكي من شدة الجوع والعطش ركضت أمنا هاجر ركضت إلى إبنها تنجده فإذا هو جبريل بنفسه قد نزل وإذا به يضرب الارض بجناحه وإذا الارض تنبع ماء أي ماء هذا خير ماء على وجه الارض إنه ماء زمزم لِما شُرِب له أطهر ماء الماء المبارك فلما ظهر شيء من الماء أسرعت أم إسماعيل إلى هذا الماء تسقيه ولدها فإذا بها تستعجل لو تركت هذا الماء ولو تركت جبريل لصار زمزم نهرا يجري وماء مَعِيناً سقت إبنها وشربت شيئا من هذا الماء ثم قا لها جبريل عليه السلام لِمَنْ تَرَكَكُمَا إبراهيم قالت تركنا لله عز وجل قال
جبريل إذن فلن يُضيعكما الله ثم قال لها جبريل في هذا المكان في هذا المكان سيكون بيت الله وسيبنيه هذا الغلام وأبوه ثم عاشت هاجر وإسماعيل في هذا الوادي ورزقها الله عز وجل الثمرات والخيرات فمرت قافلة من الجنوب من" جُرْهُمْ" قبيلة من العرب قافلة تمر فرأت طيرا يحوم في هذا المكان فجاءت فرأت الماء والخير واستأذنت أم إسماعيل أن يجلسوا معها في هذا الوادي فأذنت لهم أم إسماعيل وعاش العرب في تلك البقعة المباركة وهنا بدأت قصة مكة
إبراهيم الخليل عليه السلام وهو في فلسطين يذهب ويتفقد إبنه إسماعيل الرضيع الذي تركه في مكة بلغ معه السعي بدأ يلعب إسماعيل عليه السلام كم أحبه إبراهيم أبوه جاءه على كِبَرْ فلما بلغ معه السعي وبدأ يلعب وبدأ يتحرك وبدأ يُعين أباه قال يا بُني إن الله عز وجل أمرني بأمر مالذي أمرك به يأبي قال إن الله عز وجل أمرني أن أذبحك بِرؤية رآها إبراهيم تخيلوا أمر الله عزوجل لابراهيم أن يذبح إبنه الذي إنتظره سنين طويلة وفي هذا العمر الذي بدأ يلعب ويسعى قال إن الله أمرني أن اذبحك يا بُني أنظروا إلى ردِّ الابن قال{ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِن شَاء اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ } الله اكبر أي إختبار هذا أي بلاء هذا لم يكن الامر كلاما بل حقيقة وفعلا الابن يقول لابيه يا أبتي إذبحني كما أراد الله عز وجل فلما أسلما أي سلَّما أمرهما لله عز وجل وتله للجبين وضع صخرة على الارض ثم جاء بإبنه وأحَدَّ السكين فقال الابن لابيه يا أبتي يا أبتي ضع وجهي على
الارض قال لِماذا يا بُني قال حتى لا تنظر إلى وجهي فترحمني { فَلَمَّا أَسْلَمَا وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ وَنَادَيْنَاهُ }إبراهيم الخليل جَرَّ السكين على رقبة إبنه فلم يقطعه وإذا بإبنه يقول للاب يا أبتي إسماعيل يقول لابيه يا أبتي شُدّ عَلَيَّ شُدّ عَلَيَّ إنه أمر الله عز وجل ويَشُدُّ إبراهيم لكن السكين لم يقطع ونجح إبراهيم بالاختبار{ وَنَادَيْنَاهُ } سمع مناديا يُناديهِ إبراهيم الخليل نظر إلى السماء من الذي يُناديني { وَنَادَيْنَاهُ أَنْ يَا إِبْرَاهِيمُ قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيَا } نجحت بالاختبار { إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ }من يستطيع أن يمتثل أمرا كهذا إلا إبراهيم الخليل العجيب ليس فقط إبراهيم بل إبنه الذي يقول لابيه يا أبت إفعل ما تؤمر لكنه علق الامر على ربه جل وعلا قال ستجدني إن شاء الله من الصابرين واستجاب لله ونجح إبراهيم في الاختبار نظر إلى السماء فإذا بكبش ينزل من السماء { وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ}أنزل الله عز وجل كبشا فداءا لاسماعيل فذبحه إبراهيم الخليل نيابة عن إبنه إستجاب إبراهيم لربه أي بلاء هذا { إنَّ هَذَا لَهُوَ البَلاَءُ الْمُبِين }إنه خليل الله وإبنه الذين إستجابا لله عز وجل
إبراهيم الخليل مع زوجته سارة يعيشان في فلسطين وكان إبراهيم معروفا بكرمه للضيوف لا يدع يوما إلا وضيف فيه ضيفا في يوم من الايام رأى ثلاثة من الناس غُرباء لا يعرفهم غرباء عن فلسطين لا يرى عليهم أثر السفر ضيفهم إبراهيم الخليل في بيته فلما دخلوا عليه قالوا سلاما قال سلام قوم مُنكرون الوجوه قد إستنكرهما إبراهيم عليه السلام فلم يرى عليهم أي أثر للسفر فلما ضيفهم أسرع إلى أهله متخفيا فذبح عجلا شواه طبخه فقربه إليهم لكنهم لم يمد أحدا منهم يده ضيوفك لا يأكلون الامر فيه شيء { قَالَ ألاَ تَأْكُلُونَ } لم يأكلوا { فَأَوْجَسَ مِنْهُمْ خِيفَةً } لم يروا أن إبراهيم الخليل قد خاف قالوا لا تخف نحن لسنا بشرا نحن ملائكة الرحمن أنا جبريل هذا ميكائيل وهذا إسرافيل أعظم ملائكة الرحمن قد آتينا إليك من الذي جاء بكم زوجة إبراهيم سارة كانت تُعد الضيافة قائمة وتسمعهم البيت صغير قال من الذي جاء بكم قالوا إنا اُرْسِلْنَا إلى قوم لوط لِنُدمر هذه القرية سمعتهم من سارة فضحكت واستبشرت لأن القوم الظالمون سيدمرهم
الرب عز وجل وإمرأته قائمة وضحكت فلما سمعوا زوجة إبراهيم تضحك بشروها بولد سيأتي لها بعد طول عمر وبعد زمن طويل وقد عجزت المرأة وكَبُرت بالسن بُشِّرت بإسحاق ليس هذا فقط بل سترين إبن إسحاق عليهم السلام وهو يعقوب عليه السلام فلما بُشِّرت قالت { يَا وَيْلَتَاهُ أَ أَلِدُ وَأَنَا عَجُوزٌ وَهَذَا بَعْلِي شَيْخاً إنَّ هَذَا لَشيْءٌ عَجِيبٌ }ردت الملائكة على سارة { قَالُواْ أتَعْجَبِينَ مِنْ أمْرِ اللهِ رَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ عَلَيْكُمْ أهْلُ الْبَيْتِ إنَّهُ حَمِيدٌ مَجِيدٌ } لاتتعجبي إنه أمر الله عز وجل إبراهيم وسارة لما ذهب عنهما الخوف واطمئنا بدأ إبراهيم الخليل الحليم بالناس الرحيم بالبشر يُجادل الملائكة ألا يُعذبوا قوم لوط قالوا إصبروا عليهم لا تستعجلوا على عذابهم ربما يؤمنون إن فيهم قوما آمنوا فيهم لوط فيهم بناته يُجادل الملائكة في من في قوم لوط { فَلَمَّا ذَهَبَ عَنْ إِبْرَاهِيمَ الرَّوْعُ وَجَاءتْهُ الْبُشْرَى يُجَادِلُنَا فِى قَوْمِ لُوطٍ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لَحَلِيمٌ أَوَّاهٌ مُّنِيبٌ }يا إبراهيم الامر قد جاء وعذاب الله سينزل سينزل وقضى الله أمرا لا مَرَدَّ له وسوف يُعذب قوم لوط وينجي الله عز وجل الذين آمنوا بِشارة مع كرم ضيافة لابراهيم الخليل عليه الصلاة والسلام ولزوجته سارة بعد أن بُشِرت بهذه البِشارة بإسحاق ومن وراء إسحاق يعقوب تركت الملائكة إبراهيم الخليل وذهبت إلى قوم لوط
كان إبراهيم عليه السلام يمر أحيانا على إبنه إسماعيل وأمه هاجر في مكة يتفقد أحوالهما فلما قوى سَاعِدُ إسماعيل واشتد مرعليه إبراهيم الخليل فوجده يرمي وكان إسماعيل راميا تعلم الرمي للجهاد في سبيل الله وكان نبينا صلى الله عليه وسلم يقول تعلموا الرمي فإن أباكم يقصد إسماعيل كان راميا وفي يوم من الايام جلس إبراهيم عند إبنه إسماعيل فقال يا بُني إن الله عز وجل يأمرني بأمر قال ما هو يا أبي قال إن الله عز وجل يأمرني أن أبني في هذا الوادي بيتا يكون هذا البيت لعبادة الله عز وجل لتوحيد الله جل وعلا البيت سيكون لله قال يا أبي وما تريد مني قال أريدك أن تُعينني يا بني فقام إسماعيل يجمع الحجر في الواد حجرا تلوالاخر وإبراهيم الخليل يرفع القواعد يضع الاثاث ويرفعه ويبني بيتا سيكون لله عز وجل أي بيت هذا إنها قصة الكعبة وبدايتها إبراهيم الخليل مع إبنه إسماعيل يرفعان بيتا سيكون آية للناس سيكون هذا البيت له شان كبير بين البشر هذا البيت ليس كغيره من البيوت إنه أول بيت وُضِع للناس { وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ.} يرفعان الحجر حجر تلوحجر
ليرفعان بيتا لم يكن على هذه الصورة التي هي عليها اليوم كان بيتا عاديا أحجار بعضها فوق بعض يُصور هذا البيت ليكون مكانه الطواف ليكون مزارا للناس يزورونه من العالم كله ليكون شأنا لهذا البيت اليوم الملايين تحج إلى هذا البيت لا ندري ما قصته كان واد لم يكن حتى الماء فيه لم يكن فيه شيء من الزرع أو الحياة ففجر الله عز وجل فيه أطهر ماء ثم بُني فيه أعظم بيت {إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا وَهُدًى لِلْعَالَمِينَ فِيهِ أيَاتٌ بَيِّنَاتٌ مَقَامُ إبْرَاهِيمْ }كان إبراهيم عليه السلام يقف في مكان سمي مقام إبراهيم ليرفع الحجر فوق الحجر ليبنيان بيتا وهما يبنيان هذا البيت أعظم عمل وأعظم بيت كان يدعوان الله عز وجل {رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ وَتُبْ عَلَيْنَا إِنَّكَ أَنْتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ}يدعُوِانِ الله عز وجل أن يتقبل منهما هذا العمل وأي عمل إنه بناء الكعبة حتى إذا بقي حجر واحد بقي حجر قال إبراهيم الخليل لابنه يا بني إيتني بآخر حجر أضعه بهذا الركن كان في أحد الزوايا حجر ناقص قال يا بني إعطيني حجرا قال يا أبي كسلت يا أبي تَعِبت قال يا بُنَي إذهب فذهب بعيدا إسماعيل فجاء جبريل قال ما تريد يا إبراهيم قال أريد حجرا أضعه في هذا المكان قال خذ هذا الحجر إنه من الجنة
فوضعه إبراهيم الخليل وسمي الحجر الاسود قيل كان أبيضا فصار أسودا لذنوب الناس لا زال الحجر إلى اليوم موجود ولا زالت الكعبة شاهدة ولا زال هذا البيت شاهدا على تاريخ مضى مالذي فعل إبراهيم الخليل بعد بنائه للبيت وكيف جاء الناس يحجون هذا البيت ويطوفون حوله وما قصة إبراهيم مع الطير أربعة طيور لهم قصة مع نبي الله إبراهيم وماذا حصل لابنيه إسماعيل وإسحاق بعد هذا وأين عاش وكيف كانت حياتهما هذا موضوع حديثنا إنشاء الله في الحلقة المقبلة أستودعكم الله والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته